شباب فوسانة: موسم الهجرة إلى الشعانبي

لم يكن محمد عمري حالة نادرة أو عرضية بل كان حلقة من سلسلة متكاملة هي سلسلة "الطريق إلى الشعانبي في موسم للهجرة"، لأنه كان اسما ضمن قائمة من الأسماء لا نعلم لها من نهاية وكل يوم نسمع بتورط آخرين في هذه الأحداث الإرهابية.
بدأ موسم الهجرة إلى الشعانبي لما قدم الشيخ راشد الغنوشي من لندن و استقبله ألاف من التونسيين بأهازيج "طلع البدر علينا". وخطب الشيخ في الناس و قال لهم أن المشروع المجتمعي سنتركه للتدافع الإجتماعي؟
ثم انتشر الدعاة في البلاد يبشروننا بالإسلام و بعد انتخابات 23 أكتوبر انبلج صبح جديد على بلادنا،
فازت حركة النهضة في الانتخابات وكانت أول انجازاتها تعيين الخادمي وزيرا للشؤون الدينية.
هذه الأحداث الوطنية كان لها التأثير الكبير على الشاب محمد عمري خاصة و أنه حديث العهد بالتديّن وصار من رواد مسجد الشفاء بفوسانة حيث انتفع بإصلاحات وزير الشؤون الدينية لوضعية المساجد بعد الثورة.فبعدما كان المسجد دار عبادة لا يجتمع فيها الناس إلا لذكر الله صار بفضل سياسات الخادمي مقرا لاجتماعات الوهابيين و مكتبة لأدبياتهم. لأن محمد عمري قرأ في تلك المطويات التي يجدها المصلون بين رفوف المصاحف فاقتنع بأننا كفار و بأن جيشنا و رجال أمننا طواغيت وجب محاربتهم. وهو المسكين المتواضع المستوى التعليمي فلكم اجتهد لينال شهادة البكالوريا و لم يفلح حتى أن فقد حق مواصلة دراسته في المعاهد العمومية فالتحق بالمعهد الخاص 9 أفريل بفوسانة.
وتلعب الأقدار دورها ليخرج قريبه المدعو صابر عمري من السجن و ينتفع بالعفو التشريعي العام ويأخذ من مال الشعب نصيبه باسم التعويضات. ليعود لسالف نشاطه الذي أدخله السجن وهو الجهاد ونشر الدعوة، لكن هذه المرة بتمويل من ميزانية الدولة بطريقة غير مباشرة.
وكالعادة الحكومة النهضاوية تساند الأقدار و تعين علي العريض وزيرا للداخلية، وبفضل سياساته كانت لصابر الحرية لتنظيم خيمات دعوية بشوارع فوسانة. أقامها على الطريق الرئيسي و أقامها أمام مركز حرس فوسانة قرب محطة سيارات الأجرة. وبوليس العريض لا يحرك ساكنا. وهكذا سمحوا لمحمد عمري أن يجد من يعطيه كتبا مجانية ليتعلم الدين الجديد. ويتم تسليحه بكل ما يحتاج له ليهاجر إلى الشعانبي. ونشطت الجمعيات الخيرية لتجمع المهاجرين نحو الشام . وقامت بتدريبهم بجبل الشعانبي لكن علي العريض قال أنهم فقط يمارسون الرياضة. فانطلق محمد عمري نحو الشعانبي يمارس رياضة قنص الجنود والتنكيل بجثثهم. لينتهي به المطاف سجينا ينتظر عفو خاص في صورة بقاء الحكومة